القنصل العام الإسباني بالناظور يعتبر التأشيرة حاجة ضد طبيعة الإنسان

كتب : محمد العلالي

ندوة صحفية بصيغة المحاكمة ...

إعتبرت الندوة الصحفية المنعقدة صباح يوم الإثنين 29 مارس الجاري، بقاعة الإجتماعات بالقنصلية الإسبانية بالناظور والتي إمتدت لزهاء أربع ساعات من الزمن ، بمثابة تشخيص للوضعية القائمة باسئلتها الراهنة وتركة الماضي ورهانات المستقبل حول موضوع ذات حمولة تاريخية وثقل سياسي وإرث ثقافي أيضا، والمتمثل في العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين المغرب وإسبانيا ، ذلك ماحاولت الندوة المذكورة التي جمعت القنصل العام الإسباني بالناظور خوان أنظونيو مارتينيس كاطانيو برجال الإعلام المنتمين لمختلف المنابر الإعلامية المكتوبة والإلكترونية المحلية والوطنية، تدارسه والبحث عن السبل الكفيلة لوضع حد لمجموعة من المشاكل التي تواجه المواطن المغربي عامة وبإقليم الناظور على وجه الخصوص سواء مايتعلق بالممارسات التي تطال مجموعة من المواطنين أمام القنصلية الإسبانية بالناظور أو باب مليلية التي تشكل وصمة عار على جبين كل الأطراف التي تنادي بالدفاع عن حقوق الإنسان

أسئلة الإعلاميين تشخص معانات المواطنين ...

تناول الزملاء الإعلاميين خلال الندوة الصحفية ذاتها، جل التسائلات التي يطرحها الشارع العام حول الممارسات التي تتعرض لها ساكنة المنطقة والماسة بكرامتهم، وكانت البداية حول الإجراءات المزمع تطبيقها من طرف القنصلية الإسبانية بالناظور خلال شهر أبريل من السنة الجارية والتي يرى فيها المواطنون تعقيدا جديدا للمسطرة الإدارية داخل القنصلية كما تطرقت المداخلات إلى بعض الممارسات اللاقانونية واللأخلاقية لبعض أصحاب الوكالات الخاصة بإعداد وثائق الهجرة والمتمثلة في مباشرة إتصالات سرية بمجموعة من الأماكن بمدينة مليلية مع بعض الموظفين بالقنصلية الإسبانية بالناظور مقابل رشاوي للحصول على التأشيرة

وقد إستفسرت مداخلة أخرى عن دواعي عدم إنخراط القنصلية الإسبانية في التسهيلات التي تنص عليها الإتفاقية المبرمة في ذات السياق بين باقي الدول المعنية بتأشيرة شينغن إلى جانب العراقيل التي يعاني منها المواطنون بشأن تحديد الموعد بالقنصلية عبر مركز الإتصال الذي في الغالب ما يكون سببا في لإهدار ماينيف عن ثلاثة أشهر من الإنتظار بفعل خطأ عدم تسجيل مواطن معين عن قصد أو عن غير قصد إضافة إلى المطالبة بضرورة حذف منح التأشيرة خلال أوقات الصلاة خاصة خلال يوم الجمعة وذلك إحتراما للشعائر الدينية وللطقوس والتقاليد المحلية وذلك عبر تعيين موظفين أكفاء ملمين بالثقافة المحلية ، هذا إضافة إلى تناول الشق الإقتصادي في العلاقات الثنائية بين البلدين وتعرض بعض رجال الأعمال بالمنطقة إلى مساطر معقدة تحول دون مسايرة نشاطهم المهني إزاء رفض منحهم التأشيرة من طرف القنصلية ذاتها رغم توفرهم على كافة الضمانات والوثائق حيث تم في ذات السياق الحديث عن مجموعة من الممارسات العنصرية ضد المغاربة الصادرة عن بعض موظفي القنصلية

وإلى جانب ماسلف ذكره تطرق رجال الإعلام عبر سيل من الأسئلة الموجهة للسيد القنصل العام إلى الجانب المتعلق بإقدام رجال أعمال إسبان على الإستثمار في مشاريع بشمال المغرب وبإقليم الناظور بالتحديد حيث تمت المطالبة بالكشف بلغة الأرقام عن حجم الإستثمارات الإسبانية بالمنطقة، إلى جانب الدعوة لربط علاقات قصد تبادل الخبرات والتجارب بين الصحفيين الإسبان وزملائهم بإقليم الناظور لتفعيل جسور التواصل التي يشهدها البلدين في مجالات عدة ، وفي ختام المداخلات الصحفية تمت المطالبة بتأكيد أو نفي لقاء جمع القنصل بإعلامية وجمعوي إلتمس من خلاله القنصل بجعلهما كوسيلة رد على المحتجين أمام القنصلية

القنصل العام الإسباني بالناظور يبوح بحقائق وأسرار البيت الداخلي للقنصلية ...

بدى القنصل العام الإسباني بالناظور خوان أنظونيو مارتينيس كاطانيو، وهو يجيب على أسئلة الزملاء الصحفيين، دبلوماسيا إلى أقصى درجة عبر إنصاته الكبير الشبيه بمن يجس نبض الطرف الآخر الذي يحمل بين ثناياه أسرار حتما ستفيد المتربع على منصب القنصلية العامة الإسبانية والأوروبية الوحيدة بالمنطقة الشرقية، حيث كانت إجاباته العديدة تحاول تارة رسم خارطة الطريق لمستقبل أفضل يتحمل مسؤوليته الجميع وتارة أخرى تحتكم للغة المنطق بشأن الإكراهات التي قد تحول دون السير بالسرعة المرغوب فيها للقنصلية الإسبانية بالناظور التي إعتبرها كباقي الإدارات التي تشكو من نقط ضعف قد يتم تداركها بفعل الزمن، وبشأن الإجراءات الجديدة التي سيتم العمل بها قريبا أكد أنها فعلا ستكون معتبرا إياه عادية ستشمل تعديلات بسيطة وأنها تصب في مصلحة المواطنين المغاربة وليس العكس، مضيفا أنه إلى جانب الظغط الذي تشكله الإجراءات الإدارية حيث يبلغ عدد التأشيرات التي يتم منحها بشكل سنوي بقنصلية الناظور 20 ألف تأشيرة، وأن القنصلية أكبر من إدارة لمنح التأشيرات فقط بل مهمتها أوسع من ذلك تشمل ايضا العلاقات الثقافية والإقتصادية و الإجتماعية بين البلدين اللذان تميزهما قواسم مشتركة مثمرة، وحول الممارسات التي تشهدها القنصلية قارن الوضع بشخص مريض على الطبيب الذي يشرف على علاجه معرفة نوعية الداء لتحديد الدواء الملائم لشفائه

وعن طوابير الإنتظار أكد أن التفكير منصب حول الإشتغال مستقبلا بنظام المعلوميات لتفادي مجموعة من الإكراهات تماشيا مع متطلبات العصر، متطرقا إلى وضعية إقليم الناظور الذي شهد تحولا كبيرا على المستوى الإقتصادي والإجتماعي، مقارنة مع واقعه قبل 20 سنة مضت حيث كان يشغل ذات المنصب بقنصلية الناظور ، وذهب القنصل العام الإسباني بالناظور في معرض إجابته أبعد من ذلك الحد مؤكدا أنه في المستقبل القريب قي ظل التحول الذي يشهده المغرب سوف يتطلب الأمر حذف أمر التأشيرة بين البلدين وأن الوضع الإقتصادي للمغرب سيجل المغاربة آنذاك يستقرون ببلدهم، معتبرا أنه بالنسبة للتأشيرة ليست حاجة طبيعية وأن أي شيئ يعتبر حاجزا في وجه العلاقة مع الآخر فهو أمر ضد طبيعة الإنسان، مطالبا بضرورة التفكير الجماعي لبحث الحلول المناسبة للمشاكل القائمة قبل تراكمها خدمة للتمنية الإجتماعية والإقتصادية والثقافية

وبشأن الإتهامات الموجهة ضد بعض موضفيه بالقنصلية أكد أن الأمر يتطلب دلائل وقرائن قصد إتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل فوري في حين أضاف أن الممارسات التي تحدث بالداخل والتي تتعلق بالعبارات العنصرية أكد أن وضعية البناية لاتسمح للوقوف على الأمر بحكم أن مكتبه يتواجد بالطابق الرابع في حين يباشر الموظفون عملهم بالطابق الأول والثاني وهو مايطرح بعض الصعوبات تفرض تواجد مقر للقنصلية بطابق أرضي يسهل مأمورية المراقبة والمتابعة

وعن الوضعية الإقتصادية أكد أن المغرب مطالب بالإنفتاح عن العالم الخارجي وأن الإستثمارات الإسبانية لاخوف منها بإعتبار أن الإقتصاد الإسباني مفتوح على جميع الدول عبر مختلف القارات عكس دول أخرى كالصين مثلا ، متطرقا في ذات الان أن يجب التفكير في إحداث مراكز إسبانية ثقافية بالناظور وأنه بعد تحويل مؤسسة لوبي دي فيغا إلى حي المطار سيتم تعويض البناية بمشروع آخر لاحقا مضيفا أن وضعية مؤسسة إسبانية طاله الإغلاق لمدة 26 سنة يجب أيضا التفكير الجدي في سبل إستثمارها في الشق الثقافي والإجتماعي

وبخصوص وضعية تعسفات باب مليلة أكد أن الإختصاص الفعلي هو من مسؤولية وزارة الخارجية الإسبانية مستدركا أن موضوعها تم تداوله من طرف الجهات الإسبانية المركزية قصد دراسته والبحث عم حلول للوضعية، مضيفا في الشق المتعلق بالعلاقات الثنائية بين الإعلاميين الإسبان والمغاربة بالمنطقة خاصة أكد أنه سيخبر الجهات المعنية قصد إستثمار إتفاقيات شراكة بين الطرفين كما هو الشأن بتطوان مثلا التي تستضيف مجموعة من اللقاءات الصحفية المشتركة المغربية الإسبانية، وبخصوص اللقاء الذي جمعه بالإعلامية والجمعوي السالف ذكرهما أكد أن الأمر لايعدو أن يكون لقاء إعلامي لاغير بعيدا عن إية شبهات أخرى يعتبرها كمسؤول دبلوماسي هو في غنى عنها

أسباب رحيل القنصل الحالي وتساؤلات حول القنصل البديل ...

جدير ذكره أن القنصل العام الإسباني بالناظور خوان أنظونيو مارتينيس كاطانيو سبق وأن تقلد مسؤولية القنصل العام بالناظور خلال الفترة الممتدة بين 1989 و 1993 قبل عودته إلى إسبانيا وتوليه مسؤولية ملحق برئاسة الحكومة الإسبانية سنة 1995 قبل تعيينه قنصلا عاما بتطوان حيث مارس مهامه بالقنصلية الإسبانية بالمدينة ذاتها لمدة أربع سنوات ، كما تقلد مجموعة من المناصب بالعاصمة العراقية بغداد ودول الإيكوادور وألمانيا ويرجح أن يغادر القنصلية الإسبانية بالناظور منتصف ماي المقبل لإستئناف مهنته السابقة كأستاذ جامعي بالعاصمة الإسبانية مدريد ، وهو الأمر الذي يطرح لدى المهتمين والمتتبعين أسئلة عدة حول البديل الذي سيتولى منصب بالغ الأهمية وبنقطة تعد بمثابة حقل تجارب لحنكة وكفاءة الدبلوماسيين الإسبان بالناظور الذي إرتبط تاريخيا مع الجارة إسبانيا بحمولة سياسية لا تزال ترخي بظلالها إلى الآن فهل ياترى سيكون القنصل العام الإسباني القادم في مستوى التطلعات والإنتظارات والإكراهات أيضا ..؟